قناة الرقية

قناة الرقية
0:00 / 0:00
الرقية الشرعية الكاملة
رقية العين والحسد
رقية السحر
رقية المنزل
>

مرثية فضيلة الشيخ الدكتور: سعد بن عبدالله البريك، رحمه اللهُ وأكرم مثواه .. /الشاعر أبوغالب الحميري

بِسْــــــــــــــــمِ اﷲِالرَّحْمَنِ الرَّحِيم

 


مَـــا ﻛﻨﺖُ أحـسـب أنِّــي ســوفَ أنـعـاهُ

وبــعـدَ طــولِ اشـتـياقي لـسـتُ ألـقـاهُ


ولا ظـنـنـتُ زمَــانَ الــوصـلِ مـنـقـطعًا

كـطـيـفِ حُــلْـمٍ تَـوارَىٰ خـلـفَ مَـسـراهُ


مَــا بـيـن سـتـينَ يـومًـا أو أقــلَّ مــدىً

عــلـى الـلـقـاءِ الــذي ودَّعـــتُ مَـــرآهُ


حـتـى قـضى الـبعدُ أنَّ الـوصلَ مـمتنعٌ

وحَــال ســيــفُ الـمـنـايا دونَ مُـنـيـاهُ


أواهُ مــا أقــصــرَ الــدنـيـا وأحــقـرَهـا

ومَــا أمــــرَّ الأســــىٰ فـيـهـا وأقــسـاهُ


ومَـــا أشــدَّ عـلـى أهــلِ الـنُّـهى حـزَنًـا

فـــي هـــذه الــدَّارِ مــن داعٍ فـقـدنـاهُ


وأيُّ داعٍ كــســعــدٍ بـــل وأيُّ فـــتــىً

يـلـقـى بـــه الـمـجـدُ حـقًـا مَـا تـمـنَّاهُ


إن قـلتَ فـي الـعلمِ كـان الـعلمُ حـليتَه

كـالـشـهدِ يـنسـابُ قَـطْـرا مــن ثـنـاياهُ


أو قلتَ في الـوعـظِ كان الشيخُ موعظةً

لــهُ مـــن الــسـبـقِ والـتـأثـيرِ أعـــلاهُ


كـم جَـلـجلتْ خـطبٌ عـصما بـمسجدِه

وأطــرَبَ الـسـمعَ فــي الـتذكيرِ أصـداهُ


وكـــم تَــألــقَ فــــي أعـــوادِ مَــنـبـرِهِ

وأيــقـــظَ الــجـيـلَ مــن رانٍ تَـغـشَّـاهُ


ورتَّــــل الآيَ فــــي مــحـرابِـه وبــكــى

وكــم مــن الـدمعِ فـي الـخدين أجـراهُ


ومَــا الـظـنـونُ بـعـبـدٍ قــانـتٍ وجِــلٍ

الـذِّكـرُ والـفـكـرُ فــي الـدنـيـا نـديـماهُ


لــو مُـثِّـل الـعـقلُ والإدراكُ فــي رجــلٍ

والـحـلمُ أيـضًـا وفــوقَ الـحلمِ ضِـعفاهُ


لَـمـا عَـدَا الـجـمعُ سعـدًا دونَ مـفـتأتٍ

فـطـيَّـب اللهُ فـــي الــفـردوسِ مـثـواهُ


أو كــان فــي الادبِ الاسـمى وسـاحتِه

فــلا تُــقــارنْ بــسـعـدٍ فــيــهِ أبــنــاهُ


أمَّــا الـسـخاءُ وبـسـطُ الـوجـه قــلَّ لـه

بـــيــنَ الــنَّـظـائـرِ والأقـــرانِ أشـبَــاهُ


ولــيـس يـمْـنـاهُ إن جـــادت بـواكـفـها

يــومًـا بـأكـثــرَ جـــودًا مـــن مُـحـيَّـاهُ


فـالـهـشُّ والـبـشُّ والـتـرحابُ شِـيـمتُه

والــذوقُ مـا الـذوقُ فـي سـعد وأرقـاهُ


لا يــشــعـرُ الــضـيـفُ إلا أنــــه رحِــمٌ

مـــن آلِ ســعـد ولا الـمـضياف إلا هــو


ولا الــمُـــؤمِّـــلُ إلا أنَّ حــــاجــــتَـــه

مـقـضـيِّـةٌ عــنـد ســعـدٍ حــيـن وافـاهُ


وكـــم يَــرُوعُـكَ فـــي سـعـدٍ تـواضـعُه

ومَــــا الــتَّــواضـعُ إلا ســـــرُّ تَـــقــواهُ


وكـم ســمَـا وتَـسـامـى فـــي مـواقـفِه

عــن الـسـفـولِ وكـــم طـابـتْ مَـزايَـاهُ


عَــفُّ اللـسانِ طـلـيقُ الـوجـهِ مُـبـتسمٌ

هِــجِّـيـرُه الـنـصـحُ لا تـخـتـلُّ فــحـواهُ


لا يُـذكـرُ الـسـوءُ فــي أركــانِ مـجـلسِه

ولا يُــعــابُ بــه شــخــصٌ وحــاشَــاهُ


قـــد صـانَـه اللهُ عــن قــومٍ بـضـاعتُهم

ثــلـبُ الـدُّعـاةِ ومـن ذا الغِـــلِّ عــافـاهُ


ولا غــرابــةَ؛ فـــرعُ الـشـيءِ مُـنـبـجسٌ

عـن أصـلِه والـجَنى مـن طـيبِ مَـرعَـاهُ


ومــن رَاى الـشـيخ عـن قـربٍ وعـاشرَه

راى ( ابــنَ بــازٍ ) كـمـا كـانـت سَـجاياهُ


فــي هـديِـه فــي سـنَـاهُ فـي سـمَاحتِه

مــا حــادَ فـي الـسيرِ أو خـانتُه رِجـلاهُ


أنـمــوذجــانِ؛ إذا قــارنـــتَ بـيـنـهـمـا

تَـــرى الـتـوافـقَ فــي وصــفٍ ومـعـناهُ


ولــم يَـــزل ثَــمَّ عــن سـعـدٍ وسـيـرتِه

مــا يُـثـلِجُ الـصـدرَ عــن سـعـدٍ وأنـبَـاهُ


وألــسـنُ الــنــاسِ عـنـدَ اللهِ شَــاهـدةٌ

لـكــل عـــبــد بـمــا تــتــلـوهُ أفــــواهُ


وا حسـرتـاهُ عــلــى ســعـدٍ ووا أسـفًـا

دومًـا ولا هــانَ أهــلُ الـفـضلِ شَــرواهُ


رُحـمـاكَ يـا ربِّ إن غــابَ الـهداةُ فـمَن

لـلـغـافلين بـدربِ الـجـهـلِ إن تــاهـوا


ومَــن لـهـذا الــزَّمـانِ الـمُـرِّ إنْ كـثُـرتْ

فـيـه الـشـقوقُ وضَــلَّ الـسـيلُ مَـجراهُ


ومَــن لـجـيلٍ قـلـيلِ الـعـلمِ إن عَـبِـثتْ

فـيــه الــمَـشـاربُ واجـتَـالـتـهُ أمـــواهُ


وأظـلــمَ الــلــيـلُ لا نـجــمٌ ولا قــمــرٌ

وهــامَ مـــن هـــامَ مـفـتـونًـا بـدنـيـاهُ


وتـــاهَ فــي لُــجـجِ الـظـلـماءِ مـركـبُـنا

وقــــال كــــلُّ دلــيــلٍ : حـسـبـنـا اللهُ


عـــزاؤُنــا آلَ ســـعـــدٍ أنَّ حـــزنَــكــمُ

فــي كـل قـلبٍ سـرى في الناس مَسـراهُ


ورُزءَ سـعـدِ بــن عـبـدالله قــد وصـلتْ

لـلـشـرقِ والــغـربِ والآفـــاقِ أصـــدَاهُ


فــالـكـلُّ أثــكــلُ مــن أمٍ عــلـى ولـــدٍ

والـكُــلُّ يــجـأرُ فـــي الـداعـيـنَ ربَّـــاهُ


وأعـظـمُ الـصـبرِ مـا يـسلو الـحزينُ بـه

وأبــلـغُ الـشـكـرِ أغــلـى مَـــا ادَّخـرنَـاهُ


تـغــمَّــدَ اللهُ بــالـغـفـرانِ مَــضـجـعَـه

وأكــــرم الله فـــي الـمـاضـين مــثـواهُ


ورحــمـةُ الله تــغـشـى روحَــــهُ أبـــدا

فــي الـقـانتينَ ومــأوى الـخُـلدِ سُـكناهُ


٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠


:✍🏻 

#أبو_غالب_الحميري 

   ١١ / ١١ / ١٤٤٦هـ 

    ٩ / ٥ / ٢٠٢٥م


اشترك في قناتنا على اليوتيوب ❤ × +
ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِين
أحدث أقدم